اختار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” يوم أمس أربعين لاعباً ليتم التصويت على تشكيلة عام 2016. ويأخذ اليويفا كل البطولات المحلية والقارية على صعيد الأندية في عين الاعتبار، كما تدخل المباريات الدولية ضمن المعايير أيضاً. ويمكن لجميع محبي اللعبة التصويت عبر موقع اليويفا وذلك حتى الثالث من كانون الثاني 2017. للتصويت اضغط هنا
فيما يلي قراءة لاختيارات الفيفا وما هي التشكيلة الأفضل حسب رأي الكاتب.
- لنبدأ بمركز حراسة المرمى، فقد بدا غريباً عدم تواجد الألماني مانويل نوير في القائمة النهائية وهو الذي يُعتبر لدي الكثيرين بأنه أفضل حارس في العالم حالياً. كما كان ملفتاً عدم تواجد الاسباني دافيد دي خيا في القائمة على الرغم من تألقه اللافت رفقة مانشستر يونايتد في الموسم الماضي، ولو سألت مشجعي اليونايتد من هو المنقذ الأول لسمعة الفريق في 2016 لكان الجواب دافيد دي خيا.
- بالنسبة لمانويل نوير، فقد فاجأني بشكل كبير عدم تواجده في القائمة النهائية. نعم قد لا يكون نوير أفضل حارس مرمى في الموسم الماضي ولكن بالتأكيد سيكون من بين أفضل أربعة حراس!. العملاق نوير قدم بطولة كبيرة في اليورو الأخير وقاد المانشافت لنصف النهائي وكان قد تلقى ثلاثة أهداف فقط في البطولة “منها هدفين من ركلتي جزاء”، وكذلك أنقذ بايرن ميونخ في العديد من المرات وقادهم لتحقيق ثنائية الدوري والكأس والوصول لنصف نهائي دوري الأبطال. شخصيته الفريدة من نوعها في عالم حراسة المرمى تُساعد فريقه كثيراً وكأننا نشعر بأن البايرن يلعب بـ 12 لاعباً.
- كنت محتاراً لمن أصوّت في اختيار أفضل حارس في الموسم الماضي، اسمين كبيرين قدما موسماً هائلاً وهما أسطورة الحراسة جيانلويجي بوفون وحامي عرين أتلتيكو مدريد يان أوبلاك. كلا الحارسين يستحقان الجائزة ولكن اختياري في النهاية كان جيجي بوفون. لمجرد رؤية بوفون في الملعب تشعر وأن مرماك محمياً ومؤمناً من قبل أسطورة اسمها بوفون. ثبات كبير وشخصية قيادية عظيمة لا يُشكك أحداً بها رافقها موسماً كبيراً رفقة اليوفي والمنتخب الإيطالي. علماً بأن جيجي تلقى 17 هدفاً فقط في 35 مباراة في الدوري الإيطالي وحافظ على نظافة شباكه في 21 مباراة.
- اختياري لبوفون لا يمنعني من القول بأن يان أوبلاك كان استثنائياً في الموسم الماضي ومن سوء الحظ أن الاختيار سيكون لحارساً واحداً فقط. الحارس الاسباني حافظ على نظافة شباكه في 24 مباراة في الدوري الاسباني وتلقى 18 هدفاً فقط. كما حافظ على نظافى شباكه ثمانية مرات في دوري الأبطال. هذا بالنسبة للاحصائيات، ولكن، وهو الأهم بالتأكيد، أداء أوبلاك كان استثنائياً في الموسم الماضي. الحارس السلوفيني قاد أتلتيكو لنهائي دوري الأبطال بأداء عالي وأخص بالذكر تصدياته الرائعة أمام بايرن ميونخ ذهاباً وإياباً. أما بالنسبة للاختيارين الآخرين، فربما اتفق لوجود نافاس فهو قدم موسماً كبيراً وتحمل عبئ اسم دي خيا المتكرر قوله في أرجاء مدريد، ولكن لا اتفق كثيراً بخصوص روي باتريسيو. نعم هو قدم بطولة يورو جيدة “وفي أحسن الأحوال جيدة جداً”، ولكنه لم يلمع بالشكل الكبير على صعيد الأندية وتحديداً في البطولات الأوروبية. حيث خرج سبورتينغ لشبونة من الدور التمهيدي لدوري الأبطال وتحوّل لبطولة اليوروبا ليغ ليودع هناك من الدور الثمن نهائي. تألق روي باتريسيو رفقة سبورتينغ لشبونة اقتصر على الدوري البرتغالي حيث احتل الفريق المركز الثاني في البطولة كما تم اختياره كأفضل حارس في الدوري البرتغالي.
- في الدفاع، وقع اختياري على الأوروغواياني دييغو غودين والألماني جيروم بواتينغ. كلا اللاعبين قدما موسماً كبيراً محلياً وقارياً. فقد كان غودين أهم عناصر خط دفاع الأتليتي والذي كان الأفضل في أوروبا في 2016. شخصية قيادية بشكل رهيب ولاعب أصبح من الصعب جداً على أي مهاجم مراوغته والمرور منه. وبالنسبة لبواتينغ فقد أبدع رفقة المنتخب الألماني في يورو 2016 وكان ضمن تشكيلة البطولة المثالية. ما يُعجبني حقاً ببواتينغ أنه لاعباً صلباً قوياً ويملك قوة بدنية هائلة.
- الظهير الأيمن الأفضل في عام 2016 برأيي كان المبدع تكتيكياً خوانفران والذي يتفوق بنسبة بسيطة على ظهير الريال داني كارفاخال. النقطة التي استغربها في اختيارات اليويفا للمدافعين هي وجود ثلاثة لاعبين في مركز الظهير الأيمن وهم داني خوانفران وكارفاخال ويوشوا كيميش مقابل لاعب واحد في مركز الظهير الأيسر هو رافاييل غيريرو، الأمر الذي يجعلنا أمام أمراً أصبح اعتيادياً في اختيارات الفيفا واليويفا وهو اختيار تشكيلة العام أو تشكيلة بطولة ما بدون ظهير يسار كما كان الحال في تشكيلة اليويفا لعام 2012 عندما تم وضع فيليب لام في الجهة اليسرى ومعه راموس وبيكيه وسيلفا، أو كما حصل في تشكيلة الفيفا عام 2014 بوضع لام على الجهة اليسرى مع راموس وسيلفا ولويز وغيرهم الكثير من حالات “التخبط” في اختيار التشكيل المثالي. عموماً، الظهير الأيسر الأفضل برأيي في الموسم الماضي هو البرازيلي مارسيلو الذي كان نقطة تميز في تشكيلة ريال مدريد ومفتاح مهم من مفاتيح اللعب لدى زيدان. لكن الفيفا استبعده تماماً من الاختيارات حاله كحال ظهير البايرن دافيد الابا. ولو اخترت لاعباً رابعاً لملئ تشكيلة المدافعين لاخترت ليوناردو بونوتشي الذي كان أحد أفضل مدافعي السيريا آ إن لم يكن أفضلهم.
- في خط الوسط، أرى أنه لا أحد يستحق التواجد في التشكيلة المثالية لعام 2016 أكثر من نجم وسط ليستر سيتي نغولو كانتي. اللاعب النحلة قدم موسماً استثنائياً بكل مافي الكلمة من معنى. لياقة بدنية على أعلى مستوى تمكنه من التواجد في كل شبر من الملعب ولا عجب أنه كان من أبرز أسباب فوز ليستر سيتي بالدوري الانكليزي، كما أنه يقدم حالياً أداءاً ممتازاً في تشيلسي تحت قيادة أنتونيو كونتي. اختياري الثاني وقع على لوكا مودريتش والذي يُعتبر من أبرز نجاحات الملكي وصاحب سر التوازن الكبير بين الدفاع والهجوم. ولكم أن تروا كيف يصبح حال ريال مدريد عند غيابه لتدركوا قيمته في الفريق.
- ثالث عناصر خط الوسط كان محيّراً اختياره بالنسبة لي بين توني كروس واندريس انيستا، الرسام قدم موسماً كبيراً ولكن بصمته الكبيرة لم تكن كتلك التي قام بها كروس الذي قدم عاماً ممتازاً سواءً مع ريال مدريد أو مع المنتخب الألماني. فقد شكل كروس ثنائياً من ذهب رفقة مودريتش وقادوا الريال للقبه الحادي عشر في دوري الأبطال. وعلى صعيد المنتخب الألماني فقد قدم توني كروس بطولة يورو كبيرة وأصبح بالفعل أحد أهم عناصر المانشافت وأكثرهم قيادية في الملعب بعد اعتزال شفاينشتايغر.
- في الهجوم، لن يختلف الكثيرين عن أحقية الثنائي رونالدو وميسي ولا داعي للحديث عن سبب اختيارهما فهما الأفضل في العالم ومتعة كرة القدم في العقد الأخير. السؤال هنا، من سيكون ثالث عناصر الهجوم، أعتقد أن لويس سواريز يستحق التواجد في مركز رأس الحربة حيث كان حاسماً في مراحل الدوري الأخيرة وفي النهاية كان هداف الليغا برصيد أربعين هدفاً منهياً بذلك هيمنة ميسي ورونالدو على جائزة هداف الليغا والتي استمرت لستة مواسم متتالية. وجود ميسي ورونالدو كان من شأنه أن يمنعني “كما الكثيرين” من اختيار أنتوان غريزمان في التشكيلة. غريزمان كان نجماً في عديد المباريات بأهدافه الحاسمة في شباك برشلونة وبايرن ميونخ وكذلك في مرمى المنتخب الألماني في نصف نهائي اليورو.
لمتابعة صفحة الكاتب على فيسبوك
لمتابعة صفحة الكاتب على تويتر