تسببّت الفيضانات العنيفة التي ضربت إسبانيا في تأجيل مباريات في إطار منافسات كأس ملك إسبانيا، حيث كان من المقرر أن يخوض فريقا فالنسيا وليفانتي مواجهتيهما في الدور الأول من البطولة. وشهدت المناطق الجنوبية من البلاد كارثة طبيعية غير مسبوقة، أودت بحياة أكثر من 60 شخصًا، إضافة إلى تدمير البنية التحتية وتعطيل الحياة اليومية، في مشهد مأساوي أثار حالة من الحزن والتضامن في الوسط الرياضي الإسباني.
جاءت الفيضانات المفاجئة التي اجتاحت عدداً من القرى يوم أمس الثلاثاء، لتحوّل الشوارع إلى أنهار جارفة، مما تسبب في تعطيل شبكة الطرق والسكك الحديدية، وأثر بشكل كبير على مختلف الفعاليات الرياضية. الأندية والرياضيون لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه الأزمة، إذ سارع العديد من نجوم كرة القدم، مثل فينيسيوس جونيور ولوكا مودريتش وسيرجيو راموس، إلى نشر رسائل الدعم والمؤازرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما انضم دييجو سيميوني وتيبو كورتوا وغيرهم من الشخصيات الرياضية إلى هذه الحملة التضامنية.
وفي بيان رسمي، أعرب نادي ريال مدريد عن حزنه العميق تجاه هذه الفاجعة، مؤكداً تضامنه الكامل مع المتضررين من الكارثة. وشهدت تدريبات الفريقين الكبيرين، ريال مدريد وبرشلونة، دقيقة صمت تكريمًا لضحايا الفيضانات، في لفتة إنسانية تعكس الروح الرياضية العالية والتعاطف مع من أصابهم الضرر.
كان من المفترض أن يلتقي فالنسيا فريق بارلا إسكولا اليوم الأربعاء، ضمن منافسات الدور الأول من كأس الملك، بينما كان ليفانتي يستعد لمواجهة بونتيفيدرا في نفس اليوم. ومع ذلك، تم تأجيل المباراتين بسبب الأوضاع الكارثية، مع احتمالات متزايدة بتأجيل مباريات أخرى مقررة هذا الأسبوع في البطولة ذاتها، وذلك في ظل استمرار تأثير الأزمة على مختلف المناطق. كما تشير التقارير إلى إمكانية تأجيل مواجهة فالنسيا أمام ريال مدريد في الدوري الإسباني، والتي كان من المقرر إقامتها يوم السبت المقبل.
وتتزايد المخاوف أيضًا بشأن إقامة سباق الدراجات النارية “موتو جي بي” في فالنسيا، المقرر إقامته بعد أسبوعين، حيث تعرض مضمار ريكاردو تورمو لأضرار كبيرة نتيجة العاصفة، مما يضع المنظمين أمام تحديات كبيرة لإعادة تأهيله في الوقت المناسب. كما أثرت الأزمة على منافسات أخرى، حيث اضطر اتحاد كرة السلة الإسباني إلى تغيير مواعيد بعض المباريات بعد أن عرقلت الفيضانات حركة السفر داخل البلاد.
تعكس هذه التطورات الصعبة مدى الارتباط الوثيق بين الرياضة والمجتمع في إسبانيا، حيث جاء التضامن واسع النطاق من مختلف الأطراف ليؤكد أهمية الدعم المتبادل في أوقات المحن. ومع استمرار الجهود لإعادة الأمور إلى نصابها، تترقب الأندية والجماهير المستجدات حول المواعيد الجديدة للمباريات المتأثرة، آملين في أن تتمكن البلاد من تجاوز هذه الأزمة في أقرب وقت.