في مواجهة مثيرة ضمن الجولة الثالثة عشرة من الدوري الإسباني، نجح ريال مدريد في تحقيق انتصار كبير بنتيجة (4-0) على حساب ضيفه أوساسونا، في المباراة التي أقيمت على ملعب “سانتياجو برنابيو”. وجاء هذا الفوز ليعيد الثقة لجماهير الميرنجي ويمنح الفريق نقاطًا ثمينة تجعله يواصل المنافسة في صدارة الليجا، بعد فترة صعبة عاشها النادي إثر تلقيه هزيمتين مؤلمتين أمام برشلونة في الدوري المحلي وأمام ميلان في دوري أبطال أوروبا.
قاد النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور فريقه للتألق في هذه الليلة، مسجلاً ثلاثة أهداف “هاتريك” وصانعًا بصمة قوية جعلته نجم اللقاء بلا منازع. افتتح فينيسيوس التسجيل في الدقيقة الرابعة والثلاثين بعد مجهود فردي رائع، حيث تلقى تمريرة دقيقة من النجم الإنجليزي جود بيلينجهام، لينطلق نحو منطقة الجزاء، متجاوزًا دفاع أوساسونا قبل أن يسدد الكرة في شباك الحارس سيرجيو هيريرا. ثم أضاف بيلينجهام الهدف الثاني في الدقيقة الثانية والأربعين بعد تمريرة طولية من اللاعب الشاب راؤول أسينسيو، حيث راوغ الحارس وسجل بطريقة رائعة، مؤكداً تألقه في أول موسم له مع الفريق الملكي.
رغم هذا الأداء المميز، لم تكن ليلة ريال مدريد خالية من المتاعب؛ فقد عانى الفريق من إصابات متعددة أثرت على خطته الفنية وأجبرته على إجراء تغييرات اضطرارية. تعرض رودريجو جوس لإصابة عضلية مبكرة، ما أجبر المدير الفني كارلو أنشيلوتي على استبداله بالنجم المغربي إبراهيم دياز في الدقيقة التاسعة عشرة. وبعد دقائق قليلة، أُصيب المدافع البرازيلي إيدير ميليتاو إصابة قوية في الركبة بعد التحام عنيف، مما استدعى خروجه على نقالة وسط مشاعر الأسى من زملائه وجماهيره، خاصة بعد أن أفادت التقارير الأولية عن احتمالية تعرضه لقطع في الرباط الصليبي.
ومع بداية الشوط الثاني، واصل ريال مدريد هجماته القوية للابتعاد بالنتيجة، وتمكن فينيسيوس من إضافة الهدف الثالث بعد تمريرة طويلة من الحارس لونين، ليجري البرازيلي نحو المرمى، متجاوزًا الحارس ويسجل هدفًا ثالثًا للفريق وثانيًا شخصيًا له في الدقيقة الواحدة والستين. ولم يكتف فينيسيوس بهذا، بل عاد ليكمل “الهاتريك” في الدقيقة التاسعة والستين بعد أن استغل خطأ دفاعيًا من لاعبي أوساسونا، حيث قام إبراهيم دياز بقطع الكرة ومررها ببراعة لفينيسيوس الذي لم يتردد في مراوغة الحارس وإيداع الكرة في الشباك، وسط احتفالات الجماهير المدريدية التي شهدت تألق نجمها البرازيلي.
اختتمت المباراة وسط سيطرة شبه تامة لريال مدريد، الذي نجح في استعادة بريقه وكسب ثلاث نقاط هامة رفعت رصيده إلى 27 نقطة، ليحتل وصافة جدول ترتيب الليجا بفارق نقاط قليلة عن برشلونة المتصدر. في المقابل، تجمد رصيد أوساسونا عند 21 نقطة في المركز الخامس، مما يزيد من صعوبة موقفه في المنافسة على المراكز المتقدمة في الدوري.
كان هذا الفوز ضروريًا لريال مدريد ليعيد توازنه ويخفف الضغط عن الفريق بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة، وبدون شك، سيمنح هذا الانتصار ثقة كبيرة للاعبين قبل الاستحقاقات القادمة، فيما يبقى هاجس الإصابات مؤرقًا للمدرب أنشيلوتي وجماهير النادي التي تأمل في عودة نجومها إلى الملاعب في أقرب وقت ممكن.