أمسية السانتياغو برنابيو الاربعاء المقبل هي ما ينتظره عشاق المستديرة أجمع في لقاء يجمع الملكي ريال مدريد وباريس سان جيرمان بعد لقاء الذهاب في العاصمة الفرنسية والذي أنتهى بفوز أصحاب الأرض بهدف الفرنسي مبابي قبل صافرة نهاية المباراة بدقائق ، لقاء لا يقبل القسمة على إثنين ، لقاء ينتظر لمتأهل لدور الثمانية وآخر يودع البطولة.
لقاء الذهاب سيطر عليه رفاق ميسي بالعلامة الكاملة أداءً ونتيجة وإكتفى الريال بالدفاع بأمر المدرب الايطالي أنشيلوتي ضارباً بجينات الفريق الهجومية ومتناسيا عقلية مشجعي الريال في العالم والذي يحب الملكي لأنه الأمتع والأشجع والأقوى شخصية بين فرق العالم وهذا كان غائبًا عن نسخة مباراة الذهاب وكان الإنتقاد من الجميع يتناول المستوى أكثر من النتيجة لأننا نعرف من هو الملكي إذا لعب بشخصيته وحدته ومهارته وذكاءه فحينها لا يجاريه أي فريق في العالم.
أنشيلوتي يعرف تمامًا أنه مطالب بالشجاعة في لقاء الغد حتى لو دفع ثمن ذلك الخروج من البطولة لأن الجمهور الملكي من أكثر الجماهير نضجًا بسبب تشبعه بالبطولات وعشقه للمتعة التي هي ديدن نادي ريال مدريد ، فاللعب بعشرة لاعبين في الدفاع لم يجلب سوى الضغط المكثف من جميع لاعبي باريس وشاهدنا لاعبي الريال يمارسون طريقة لعب لا يجيدونها فمن الكارثي أن تجد مودريتش وفينسيوس وبنزيمه وأسينسيو متأخرين لتأدية أدوار لم تؤتي أُكلها بل وتركت الخط الخلفي للفريق الباريسي يساعدون الخط الأمامي لمضاعفة الضغط وبهذا فأنت حرمت نفسك من الهجوم وأعطيت فرص أكبر للخصم للهجوم بعدد أكبر من اللاعبين فما الذي إستفاده إنشيلوتي.
إنشيلوتي يعرف أن أسينسيو وكروس ومودريتش ليسوا متميزين في الضغط وشاهدنا كيف إكتفى إسينسيو بمشاهدة كارفخال المصاب والبعيد عن مستواه تحت رحمة مبابي بل وكان يترك الظهير دون أي رقابة لمضاعفة الضغط على كارفخال وهنا علينا أن نتحدث عن أخر مباراة للريال والذي فاز بها الملكي برباعية لهدف شهدت تألق واضح بالطريقة المعهودة التي نعرفها عن الريال وهي ما نريد مشاهدته في لقاء الغد وبالتأكيد غياب ميندي وكاسيميرو سيء لكن كامفينجا أثبت أن بإستطاعته القيام بدور لاعب الإرتكاز فقد كان أكثر اللاعبين إستخلاصا للكرة ومارس ضغط جيد على لاعبي الوسط في مباراة ريال سوسيداد بالاضافة لتواجد الابا في مركز الظهير الأيسر للحد من تحركات نيمار فهو أفضل من مارسيلو وناتشو ولا مشكلة من وجود ناتشو في مركز قلب الدفاع كونه سيكون بين ميلتاو والابا وهكذا سيكون الخط الخلفي بأمان بالإضافة لتواجد كامفينجا أمامهم ومن أمامهم فالفيردي الذي سيكون بالقرب من فيراتي للحد من خطورته ويتفرغ مودريتش لمساندة الخط الأمامي المكون من فينسيوس وبنزيمه ورودريجو لأنه أفضل من أسينسيو في التمركز ومساعدة الفريق في الواجبات الدفاعية وهكذا يكون الريال متوازنا وقادرا على الوصول للصورة الجميلة المدهشة بعيدًا عن النتيجة كون الريال سيواجه أهم الفرق الاوربية في الوقت الراهن بترسانة لاعبين كبار في كل المراكز ومدرب كبير بخبرته وذكاءه التكتيكي الفريد ، لقاء سيجلب السعادة لجمهور ويترك الجمهور الأخر يعيش ليلة مآساوية لن تمحى من الأذهان بسهولة… روحكم رياضية.